اعلان

أفادت تقارير بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره الأمريكي دونالد ترامب بأن من بين شروطه الأساسية لتحقيق تسوية في أوكرانيا هو إقرار السيطرة الروسية الكاملة على منطقة دونباس.

 تتكوّن المنطقة، الواقعة في شرق أوكرانيا، من منطقتي دونيتسك ولوهانسك، وبلغ تعداد سكانها نحو 6.5 مليون نسمة قبل اندلاع النزاع. وتُعد مطالبة موسكو بالمنطقة جزءًا من موقف روسي طويل الأمد، يعود إلى ما قبل بدء العمليات العسكرية الشاملة في أوكرانيا عام 2022.

 ويمتد النزاع في دونباس إلى عام 2014، عندما بدأت القوات الروسية، عقب ضمها غير القانوني لشبه جزيرة القرم، بدعم تمرد موالٍ لروسيا في شرق أوكرانيا، في خطوة مهّدت لسيطرة جزئية على أجزاء من المنطقتين.

ومع استمرار الحرب، لم تتمكن القوات الروسية حتى الآن من تحقيق احتلال كامل للمنطقة عسكريًا، ما دفع موسكو إلى تكثيف سعيها للحصول على تنازلات سياسية تُحقق لها الهدف الاستراتيجي ذاته من خلال القنوات الدبلوماسية.

يُقدّر معهد دراسات الحرب، المقرّ في الولايات المتحدة، أن روسيا لن تكون قادرة على السيطرة على الأجزاء المتبقية من منطقة دونيتسك بسرعة من خلال القوة العسكرية، مشيرًا إلى أن القوات الروسية فشلت في تحقيق هذا الهدف على مدى أكثر من عقد.

 ووفق تحليل المعهد لأحدث التطورات الميدانية، فإن “روسيا لن تتمكن من الاستيلاء على كامل إقليم دونيتسك بسرعة، إلا في حال قررت أوكرانيا الانسحاب من المنطقة استجابة لمطلب بوتين”. ووصف المعهد ادعاء موسكو بأن الاستيلاء الكامل على دونيتسك أمر حتمي مع استمرار الحرب بأنه “ادعاء غير دقيق”.

 ويُبرز المعهد أمثلة على وتيرة التقدم الروسي البطيئة في جبهات القتال الرئيسية، موضحًا أن القوات الروسية ركّزت جهودها منذ فبراير 2022 على مناطق محددة، أبرزها حملتها على مدينة تشاسيف يار، التي بدأت في مايو 2023 بعد سقوط باخموت.

وتصاعدت وتيرة الهجوم عليها بشكل ملحوظ في أبريل 2024، لكن التقدم المحرز ظل محدودًا للغاية، حيث استغرق الأمر نحو 26 شهرًا للتقدم باتجاه الغرب مسافة تُقدّر بـ 11 كيلومترًا فقط، من غرب باخموت إلى الطرف الغربي من تشاسيف يار.

وانطلقت الحملة الروسية الهجومية على مدينة بوكروفسك في فبراير 2024، عقب سيطرة القوات الروسية على أفدييفكا. ومنذ ذلك الحين، بذلت موسكو جهودًا متكررة للتقدم نحو المدينة، من خلال هجمات مباشرة ومحاولات تطويق، إلا أنها لم تحقق اختراقًا حاسمًا حتى الآن، بعد أكثر من 18 شهرًا من التقدم البطيء والتكاليف الباهظة.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن سابقًا رغبته في بسط السيطرة على منطقتين أوكرانيتين أخريين، هما زابوريجيا وخيرسون.

وبحسب تقديرات صادرة عن وزارة الدفاع البريطانية، فإن تحقيق روسيا لأهدافها التوسعية بالكامل في أوكرانيا من المتوقع أن يستغرق ما يقارب أربع سنوات ونصف، ويترتب عليه خسائر بشرية إضافية تُقدّر بنحو مليوني قتيل وجريح من الجنود الروس، في حين تشير التقديرات إلى أن روسيا قد خسرت بالفعل نحو مليون جندي منذ بدء الحرب في فبراير 2022، بين قتيل وجريح ومفقود.

المصادر الإضافية • ISW

شاركها.
Exit mobile version