أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الخميس قطع زيارته الرسمية إلى جنوب إفريقيا وعودته إلى بلاده، عقب هجوم روسي كبير استهدف العاصمة الأوكرانية كييف باستخدام صواريخ وطائرات مسيّرة. وأسفر الهجوم عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 70 آخرين.
وبحسب تيمور تكاتشينكو، رئيس الإدارة العسكرية لمدينة كييف، فإن الضربة على العاصمة الأوكرانية نُفذت بواسطة صواريخ وطائرات بدون طيار.
وكتب تكاتشينكو في قناته على تطبيق تيليغرام: “تعرضت كييف لهجوم مشترك. بما في ذلك من ضربات بالصواريخ الباليستية من اتجاهات مختلفة. كما تم تسجيل عمليات إطلاق صواريخ جديدة من قبل طيران العدو.”
وجاء هذا الهجوم بعد ساعات من ظهور مؤشرات على أن أسابيع من المحادثات السلمية قد تصل إلى ذروتها دون التوصل إلى اتفاق.
وفي سياق متصل، شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومًا لاذعًا على زيلينسكي، متهمًا إياه بتمديد “ميدان القتل” من خلال رفضه التخلي عن شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا كجزء من اتفاق محتمل.
استمرار الهجمات الروسية رغم الهدنة
شدد زيلينسكي مرارًا على أن الاعتراف بالأراضي المحتلة كروسية يمثل خطًا أحمر لبلاده. وأشار في تصريحات يوم الخميس إلى أن أوكرانيا وافقت قبل 44 يومًا على اقتراح أمريكي لوقف إطلاق النار كخطوة أولى نحو تحقيق سلام تفاوضي، لكن الهجمات الروسية استمرت.
وفي الأسابيع الأخيرة، استهدفت القوات الروسية مدينة سومي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 30 مدنيًا كانوا قد تجمعوا للاحتفال بأحد الشعانين. كما قصفت مدينة أوديسا بالطائرات المسيّرة، واستخدمت قنابل انزلاقية قوية في ضرب منطقة زاباروجيا.
مشاهد الدمار في كييف
وقضى سكان كييف ليلتهم في الملاجئ بعد الهجوم الذي بدأ حوالي الساعة الواحدة صباحًا واستهدف ما لا يقل عن خمسة أحياء في المدينة.
وقالت خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية إن ما لا يقل عن 42 شخصًا نقلوا إلى المستشفى نتيجة الهجوم.
وكان عمال الإنقاذ يستخدمون المصابيح الكاشفة للبحث بين أنقاض المنازل المحترقة جزئيًا بينما أضاءت الأضواء الزرقاء للمركبات الطارئة شوارع المدينة المظلمة.
وفي أحد المباني السكنية التي دُمرت تقريبًا، قام عمال الطوارئ بإزالة الأنقاض بأيديهم وأنقذوا امرأة عالقة خرجت من الحطام مغطاة بالغبار الأبيض وهي تئن من الألم.
ردود فعل دولية
ووصفت الأمم المتحدة الهجوم بأنه “خرق مروع آخر للقانون الإنساني الدولي”. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان: “يجب ألا يكون المدنيون أبدًا أهدافًا. يجب أن يتوقف هذا الاستخدام العبثي للقوة.”
وفي الوقت نفسه، أعلنت السلطات الأوكرانية أن أربع مناطق أخرى على الأقل في البلاد تعرضت لهجمات جوية ليلية.