بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

وظهر الفيديو على حساب غوميز الرسمي في منصة “إكس”، حيث بدت وهي تشعل النار في نسخة من القرآن وتردد عبارات تحريضية، منها: “سأنهي الإسلام في تكساس، يا رب ساعدني. المسلمون يرتكبون جرائم اغتصاب وقتل للسيطرة على الدول المسيحية”.

كما دعت أنصارها لدعمها سياسياً بقولها: “ساعدوني للوصول إلى الكونغرس حتى لا تضطروا أبداً للخضوع لسلطة المسلمين”. وسرعان ما أثار الفيديو ضجة وانتشر على نطاق واسع، قبل أن تعلن منصة “إكس” لاحقاً تقييد الوصول إليه، مع تنويه بأن محتواه قد يتعارض مع سياساتها ضد خطاب الكراهية.

إدانات واسعة وتحذيرات من تصاعد الإسلاموفوبيا

أثار الفيديو سلسلة من الإدانات من مسؤولين سياسيين في الولايات المتحدة، ومنظمات حقوقية ودينية، إلى جانب تفاعل آلاف المستخدمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. واعتبر كثيرون أن هذه الحادثة تعكس تصاعد الإسلاموفوبيا في الخطاب السياسي الأمريكي، محذرين من أن استهداف الرموز الدينية يهدد قيم التعددية والتعايش التي يقوم عليها المجتمع الأمريكي.

وقال ناشطون إن هذا النوع من التصرفات يفتح الباب أمام موجة جديدة من العنف اللفظي والجسدي ضد المسلمين، ويقوّض الجهود المبذولة لتعزيز ثقافة التسامح.

سجل حافل بالمواقف المثيرة للجدل

ليست هذه المرة الأولى التي تثير فيها فالنتينا غوميز انتقادات واسعة. ففي ديسمبر/كانون الأول 2024، نظمت عرضاً في مدينة نيويورك أطلقت خلاله النار على دمية نُصبت رمزاً لمهاجر، داعية إلى إعدام المهاجرين علناً إذا اتُهموا بارتكاب جرائم عنف ضد الأمريكيين. وقد أدى ذلك إلى حظر حسابها على إنستغرام حينها.

ورغم محاولاتها المتكررة لإثارة الجدل، لم تتمكن غوميز من تحقيق تقدم انتخابي ملحوظ، حيث حصلت على نسبة 7.4% فقط من أصوات الناخبين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، وجاءت في المركز السادس.

خلفية شخصية وسياسية

ولدت فالنتينا غوميز في مدينة ميديلين الكولومبية في 8 مايو/أيار 1999. ثم

انتقلت إلى الولايات المتحدة مع عائلتها عام 2009 واستقرت في ولاية نيوجيرسي. درست في جامعة ولاية كونيتيكت الوسطى وحصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال عام 2020. كما كانت سبّاحة بارزة مثلت كولومبيا في بطولات دولية. وقد دخلت معترك السياسة عام 2024 بالترشح لمنصب سكرتير ولاية ميزوري، ومنذ ذلك الحين عُرفت بمواقفها المثيرة للجدل وتوجهاتها اليمينية المتشددة.

جدل متصاعد حول خطاب الكراهية في الحملات الانتخابية

تسلط هذه الواقعة الضوء مجدداً على التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في موازنة حرية التعبير مع ضرورة مكافحة خطاب الكراهية والتحريض. ويرى خبراء أن الحادثة قد تعكس توجهاً متزايداً لدى بعض المرشحين لاستغلال قضايا الدين والهجرة لكسب الأصوات، رغم المخاطر الاجتماعية التي تترتب على ذلك.

كما تأتي هذه الحادثة قبل الانتخابات المقررة في 2026، ما يعزز المخاوف من أن يتحول الخطاب السياسي إلى ساحة لتغذية التطرف الديني والسياسي، بدلاً من التركيز على الملفات الاقتصادية والاجتماعية التي تهم الناخبين.

وبحسب مراقبين، فإن مثل هذه الممارسات قد تؤدي إلى زيادة التوترات بين الطوائف الدينية، وتضعف ثقة الأقليات في المؤسسات السياسية، خصوصاً في ولايات مثل تكساس التي تضم تنوعاً سكانياً وثقافياً واسعاً. كما قد تؤثر هذه الأحداث على صورة الولايات المتحدة عالمياً، باعتبارها بلداً يقوم على التعددية الدينية والحرية الفردية.

شاركها.
Exit mobile version