اعلان
شهدت بلدة إيبينج في ضواحي لندن ليلة الأحد 20 تموز/يوليو موجة احتجاجات جديدة أمام فندق يؤوي طالبي لجوء، هي الثانية خلال أربعة أيام، وسط تصاعد الغضب بعد اتهام أحد المهاجرين بمحاولة الاعتداء الجنسي على فتاة قاصر.
وأعلنت شرطة إسيكس أنها اعتقلت ستة أشخاص خلال احتجاج الأحد، بينهم أربعة يشتبه بتورطهم في أحداث الشغب التي وقعت يوم الخميس الماضي. ونشرت الشرطة عناصرها في محيط فندق “بيل”، الذي يضم طالبي اللجوء، وأصدرت أوامر للمتظاهرين بالتفرق.
وتجمع أكثر من 100 شخص أمام الفندق، بعضهم رفع أعلام إنجلترا، مردّدين شعارات مثل “أنقذوا أطفالنا” و”أعيدوهم إلى بلادهم”. ومع حلول الليل، تصاعدت التوترات، حيث أُطلقت قنابل مضيئة ومقذوفات على شاحنات الشرطة التي أغلقت مداخل المنطقة. كما تدخلت الشرطة لحماية متظاهرة مضادة حاصرها المحتجون.
وقال كبير المشرفين في شرطة إسيكس، سيمون أنسلو، في بيان: “من المؤسف أن مظاهرة بدأت بشكل سلمي تحولت مرة أخرى إلى أعمال عنف وبلطجة، حيث أُصيب أحد ضباطنا وتعرضت مركبة للشرطة للتخريب”، مضيفًا: “من يعتقد أننا سنتساهل مع هذه التصرفات عليه أن يعيد التفكير”.
الشرطة كانت قد أصدرت في وقت سابق أمرًا يسمح بإجبار المتظاهرين على إزالة أغطية الوجه، كما أصدرت لاحقًا أمرًا بتفريق التجمع حول الفندق، ظل ساريًا حتى فجر الاثنين.
وكانت احتجاجات الخميس قد أدت إلى إصابة ثمانية عناصر من الشرطة، بعد أن تحولت مظاهرة سلمية إلى أعمال عنف. وأشارت الشرطة إلى أن كثيرًا من المتورطين في الشغب ليسوا من سكان المنطقة، بل حضروا خصيصًا لإثارة الفوضى.
وبحسب الشرطة، فإن أحد المعتقلين يوم الأحد يُشتبه بقيامه بأعمال تخريب لسيارة شرطة، وآخر تم توقيفه للاشتباه بنيّته التسبب بأضرار جنائية.
وتعود جذور التوترات إلى اتهام رجل يبلغ من العمر 38 عامًا، وهو طالب لجوء، بمحاولة تقبيل فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا. وقد أُوقف المتهم بدون كفالة، وينفي التهمة الموجهة إليه.
وأكد أنسلو في تصريحه أن الشرطة لا تنحاز لأي طرف، وأن مهمتها هي توقيف المخالفين وحماية الجميع، مضيفًا: “سكان إسيكس يعرفون الحقيقة، ولن ينجروا وراء الشائعات والمعلومات الملفقة المنتشرة عبر الإنترنت”.
من جانبه، أدان مجلس مقاطعة إيبينج فورست أعمال العنف، لكنه أكد معارضته لاستخدام فندق “بيل” لإيواء طالبي اللجوء، واعتبره موقعًا غير مناسب. وقال رئيس المجلس، كريس ويتبريد: “أبلغنا وزارة الداخلية بمخاوفنا مرارًا، ونطالب بإغلاق الموقع فورًا. ونحن نشعر بالتشجيع لأن نوابنا المحليين يدعمون هذا المطلب الآن”.
احتجاجات أوسع في المملكة المتحدة
تأتي هذه الحوادث ضمن موجة أوسع من التوترات في المملكة المتحدة، مع تزايد الغضب من استخدام الفنادق لإيواء أعداد متزايدة من طالبي اللجوء على نفقة الدولة.
وكانت أيرلندا الشمالية قد شهدت أعمال شغب الشهر الماضي بعد توقيف مراهقين بشبهة ارتكاب اعتداء جنسي، ما أشعل موجة احتجاجات مماثلة.
وفي الصيف الماضي، انتشرت احتجاجات عنيفة ضد المهاجرين بعد تداول معلومات مغلوطة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن هوية منفذ هجوم على صف للرقص في بلدة ساوثبورت، أسفر عن مقتل ثلاث فتيات. وتبيّن لاحقًا أن الفاعل شاب بريطاني من أصول رواندية، وليس طالب لجوء كما أُشيع.
وكان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قد أدان تلك الأحداث حينها، واصفًا إياها بأنها “أعمال بلطجة يمينية متطرفة”، مؤكدًا دعم الشرطة في تدخلها السريع وإنزال العقوبات بالمشاركين في أعمال العنف.
المصادر الإضافية • AP