بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، عن تكثيف حملته البرية في قطاع غزة، مستهدفًا عشرات المواقع التي وصفها بـ”الإرهابية” خلال الأيام الأخيرة. وأوضحت قيادة المنطقة الجنوبية أن وحداتها وسّعت نطاق عملياتها في القطاعين الجنوبي والشمالي، مع التركيز على البنية التحتية القتالية والعناصر المسلحة.

عمليات في جنوب غزة

في جنوب القطاع، أعلنت القوات الإسرائيلية قتل عدد من مقاتلي حماس وتدمير مواقع تشغيلية رئيسية، بحسب زعمها. كما تقدمت القوة القتالية التابعة للواء المدرع 188 في خان يونس، في مسعى للسيطرة على محور “ماغين عوز”، الذي يربط شرق المدينة بغربها.

تحركات في شمال القطاع

في شمال غزة، واصلت فرقة 162 عمليات التمشيط، مستهدفة ما وصفته بالـ “التهديدات السطحية” وتلك الموجودة في الأنفاق. وأفادت التقارير أن وحدات المشاة في منطقة جباليا دمّرت خلال الـ24 ساعة الماضية شبكات أنفاق متعددة، وفق صحيفة “جيروزاليم بوست”.

التحضيرات للهجوم على مدينة غزة

يأتي هذا التصعيد بعد مصادقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خطة عسكرية للسيطرة على مدينة غزة، في خطوة تعكس توجّهًا نحو تبني استراتيجية “الاحتلال المباشر” للمدينة، عقب تعثر محاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتصاعد الضغوط السياسية في ظل استمرار مفاوضات ملف الرهائن.

رئيس الأركان الإسرائيلي تفقد القوات في الميدان للإشراف على التحضيرات للمرحلة المتوقعة من القتال داخل المناطق الحضرية. كما أعلن وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، تسمية العملية المرتقبة بـ”مركبات جدعون 2″، في إشارة إلى حجمها وأهميتها الاستراتيجية.

مدينة غزة: عقدة السيطرة لحماس

تظل مدينة غزة مركز الثقل العسكري والسياسي لحركة حماس. ورغم أن القوات الإسرائيلية نجحت في وقت سابق من الحرب بقطع بعض خطوطها الداخلية عبر ممر “نتساريم”، إلا أن السيطرة الكاملة لم تتحقق بعد. ويهدف الهجوم المرتقب إلى تفكيك قدرات القيادة والسيطرة للحركة في المدينة.

وفي سياق متصل، أكدت المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بدء عمليات إجلاء واسعة لسكان مدينة غزة باتجاه جنوب القطاع.

تعبئة عسكرية موسعة

ضمن استعداداتها، أعلنت المؤسسة العسكرية تعبئة نحو 60 ألف جندي احتياط. وأشارت التقديرات إلى أن الحملة ستستمر عدة أشهر أخرى، وفقًا للتطورات الميدانية.

هل بدأ الهجوم على مدينة غزة دون إعلان رسمي؟

رغم عدم صدور أي إعلان رسمي من الجيش الإسرائيلي حول بدء الهجوم البري الواسع على مدينة غزة، تشير التحركات الميدانية والتكتيكات المتبعة في الأيام الأخيرة إلى أن العملية قد دخلت فعليًا مرحلتها التمهيدية. فالتقدم في محاور رئيسية، وتكثيف الضربات الجوية والمدفعية على أهداف حيوية في محيط المدينة، يوحيان بأن ساعة الصفر قد دقّت بصمت.

ويرى محللون أن تل أبيب قد تكون تتعمد الإبقاء على عنصر المفاجأة، عبر تنفيذ عمليات متدرجة من دون إعلان رسمي، لتجنب منح حماس فرصة لإعادة تموضع قواتها أو تعزيز دفاعاتها داخل المدينة. هذه المقاربة، بحسب المراقبين، تتماشى مع استراتيجية إسرائيلية اعتمدت خلال جولات القتال السابقة، حيث تم تنفيذ مراحل متقدمة من العمليات قبل الاعتراف العلني ببدء الهجوم.

على الجانب الآخر، حذرت منظمات دولية من أن التصعيد الأخير، بالتزامن مع عمليات الإجلاء القسرية باتجاه الجنوب، قد يؤدي إلى “كارثة إنسانية واسعة النطاق”، خصوصًا في ظل محدودية الممرات الآمنة وضعف القدرة الاستيعابية للمناطق التي تم نقل النازحين إليها.

في ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال مفتوحًا حول توقيت الإعلان الرسمي عن “معركة مدينة غزة الكبرى”، وإن كانت إسرائيل تفضّل إدارة العملية وفق مسار طويل الأمد، يوازن بين تحقيق أهدافها العسكرية وتجنب الضغوط السياسية والدبلوماسية التي قد تترتب على عملية واسعة ومعلنة.

شاركها.
Exit mobile version