اعلان

وبحسب تقرير نشرته وكالة “رويترز”، فإن القمر الصناعي “كوزموس 2553″، الذي أطلقته روسيا قبل أسابيع من غزو أوكرانيا في عام 2022، أظهر خلال العام الماضي علامات على دوران غير منتظم، وفق بيانات رادار دوبلر من شركة “ليو لابس” المتخصصة بتتبع الأجسام الفضائية، وبيانات بصرية من “سلينغشوت إيروسبيس”.

ويُعتقد أن “كوزموس 2553” صُمم ليكون قمرًا استخباراتيًا يعمل بالرادار، بالإضافة إلى استخدامه كمنصة اختبار للإشعاع الفضائي. وقد أصبح محط أنظار المراقبين الأميركيين العام الماضي، في ظل اتهامات بأن روسيا تطور سلاحًا نوويًا قادرًا على تعطيل أو تدمير شبكات أقمار صناعية ضخمة مثل “ستارلينك” التابع لشركة “سبيس إكس”.

وتشير تحليلات “ليو لابس”، المستندة إلى قياسات متقدمة، إلى أن القمر الصناعي بات يدور بشكل غير مسيطر عليه منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، مما رفع من مستوى “الثقة العالية” لدى المحللين بأن “كوزموس 2553” قد توقف عن العمل. وقد أكد مركز “سلينغشوت إيروسبيس” الفضائي بدوره ملاحظات مماثلة، مشيرًا إلى تغيّر في سطوع القمر الصناعي، وهو مؤشر آخر على فقدانه التوازن.

ورغم أن القمر الصناعي أظهر مؤخرًا بوادر استقرار نسبي، بحسب بليندا مارشان، كبيرة المسؤولين العلميين في “سلينغشوت”، إلا أن الشكوك حول قابليته للعمل ما تزال قائمة.

تصاعد السباق الفضائي العسكري

يأتي هذا التطور في سياق تصاعد سباق التسلح في الفضاء بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، حيث بات المدار الأرضي المنخفض ساحة مفتوحة لاختبار تقنيات عسكرية جديدة، في ظل غياب واضح للأطر القانونية الملزمة.

وفي تقريره السنوي المرتقب حول التهديدات الفضائية، قال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إن حادثة “كوزموس 2553” “تشير بقوة إلى أن القمر الصناعي خرج عن الخدمة”، ما يعزز المخاوف من تزايد الأنشطة الفضائية العدائية.

ويُذكر أن وزارة الدفاع الروسية لم تصدر أي تعليق رسمي حول هذه التقارير حتى اللحظة، كما لم ترد قيادة الفضاء الأميركية بدورها على استفسارات الصحفيين.

خلفيات وتحذيرات

منذ إطلاقه، حافظ “كوزموس 2553” على مدارٍ مرتفع نسبيًا، على ارتفاع نحو 2000 كيلومتر فوق سطح الأرض، في منطقة معروفة بكثافة الإشعاعات الكونية، ما يُعد اختيارًا غير معتاد للأقمار الصناعية المدنية أو التجارية.

ووفقًا لمسؤولين أميركيين، فإن متابعة تحركات “كوزموس 2553” كانت جزءًا من أدلة الاستخبارات الأميركية على تطور برنامج الأسلحة الفضائية الروسية.

وقد أكدت مالوري ستيوارت، مساعدة وزير الخارجية الأميركية السابقة للحد من التسلح، أن موسكو “تدرس دمج الأسلحة النووية ضمن منظوماتها الفضائية المضادة”.

وبينما تتسابق الدول الكبرى لتعزيز قدراتها في الفضاء، تتزايد المخاوف من أن يؤدي حادث صغير أو سوء تقدير إلى تصعيد غير محسوب قد يمتد إلى الأرض، في عالم تتلاشى فيه تدريجيًا الفواصل بين المجالات العسكرية التقليدية والفضاء.

شاركها.
Exit mobile version