بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

أشارت صحيفة “التايمز” البريطانية في مقال تحليلي إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ عملية للسيطرة على مدينة غزة، أكبر مركز حضري في القطاع، على الرغم من الدعوات الدولية إلى ضبط النفس. وأوضحت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر بتسريع خطة الاستيلاء، التي كان متوقعا أن تستغرق عدة أشهر، مع استدعاء 60,000 جندي احتياط للمشاركة.

وذكرت الصحيفة إن الخطة حظيت بموافقة المجلس الأمني الإسرائيلي، ومن المتوقع أن يصادق عليها مجلس الوزراء بكامل هيئته هذا الأسبوع، رغم أن حركة حماس وافقت مؤخرا على مقترح لوقف إطلاق النار مشابه لما أقرته إسرائيل والولايات المتحدة قبل أشهر.

أهداف الهجوم الإسرائيلي

سيطرت إسرائيل على معظم قطاع غزة ودمرته منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبيّنت “التايمز” أن أهداف الحكومة تشمل تحرير الرهائن المتبقين لدى حماس، وتدمير الحركة، و”تشجيع” 2.1 مليون فلسطيني على مغادرة القطاع.

ورغم القصف المكثف لمدينة غزة وتنفيذ عمليات محدودة داخلها، لم يسبق أن بدأت إسرائيل سيطرة كاملا على المدينة، التي يُعتقد أن حماس تحتجز فيها بعض الرهائن العشرين الذين ما زالوا على قيد الحياة.

واستعرض المقال محاولات سابقة لوقف إطلاق النار، إذ أفرجت حماس عن أكثر من 100 رهينة مقابل أسرى فلسطينيين وانسحاب للقوات الإسرائيلية. لكن هدنة آذار/مارس انهارت، تبعها حصار كامل وتوسيع للعملية العسكرية.

وأضافت الصحيفة أن حماس رفضت مقترحا أميركيا-إسرائيليا لوقف مؤقت وإطلاق سراح نصف الرهائن، لكنها قبلت الأسبوع الماضي مبادرة مشابهة صاغها وسطاء مصريون وقطريون.

من جهتها شددت إسرائيل على وجوب إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة، فيما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن “تدمير حماس هو السبيل الوحيد لتحريرهم”.

بداية العملية

بدأت العملية فعلا عبر ضربات جوية مكثفة قتلت العشرات وتوغلات في أجزاء من المدينة. وأشارت “التايمز” إلى أن المعارك ستكون شديدة وعلى مسافات قريبة، بسبب شبكة أنفاق حماس التي تستخدمها لتجنب القوات الإسرائيلية ونصب الكمائن.

ذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة تبدو داعمة لإسرائيل، في حين وجهت دول غربية أخرى انتقادات متزايدة للخطة. فألمانيا، الحليف التقليدي لإسرائيل، وصفت الهجوم بأنه “تصعيد”، بينما قالت أستراليا إنها ستنضم إلى فرنسا ودول أخرى في الاعتراف بدولة فلسطينية. أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فدعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، محذرا من حصيلة الضحايا.

ووصفت الصحيفة، غزة بشريط ضيق مكتظ: طوله 25 ميلا، وعرضه من 3.7 إلى 7.5 أميال، بمساحة إجمالية 141 ميلا مربعا، مشيرة الى أن “الجيش الإسرائيلي يسيطر الآن على نحو 75% من الأراضي”.

وأشارت الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 90% من المباني السكنية دُمرت أو تضررت، إلى جانب معظم الأراضي الزراعية، مما جعل غزة غير قابلة للعيش، ومعظم السكان محصورون في مناطق “إنسانية”، يعيشون في خيام أو ملاجئ مؤقتة.

الرهائن في غزة

بحسب سلطات غزة المرتبطة بحماس، قُتل أكثر من 62,000 فلسطيني منذ بداية الحرب، بينهم أكثر من 28,000 امرأة وفتاة. وفي حين تشكك إسرائيل بهذه الأرقام، لكنها تبقى مقبولة على نطاق واسع من الأمم المتحدة وحكومات غربية.

بدوره، كشف الجيش الإسرائيلي في 20 آب/أغسطس إن 22,000 مقاتل من حماس والفصائل الفلسطينية قتلوا، وأوضح مسؤولون عسكريون في أيار/مايو أن اثنين إلى ثلاثة مدنيين قُتلوا مقابل كل مقاتل من حماس.

وذكّرت الصحيفة بأن 49 من أصل 251 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 27 تقول إسرائيل إنهم موتى، فيما عرضت حماس إطلاق سراح 10 على الأقل من الأحياء و18 من الجثامين مقابل وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما وإفراج عن سجناء فلسطينيين، لكن إسرائيل شددت أنها لن تقبل “صفقة جزئية”، مؤكدة أن على حماس إطلاق جميع الرهائن فورا.

شاركها.
Exit mobile version