بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وخلال الأشهر الأخيرة، امتنع مرتين على الأقل عن الإعلان رسميًا عن اختيار نائبه، جي دي فانس، كوريث لحركة “أجعل أمريكا عظيمة مجددًا”، مفضّلًا إبقاء خياراته مفتوحة.

ففي تصريحات للصحافيين يوم الثلاثاء، قال ترامب إن فانس “على الأرجح” المرشح الأوفر حظًا لخلافته، وهو ما ردده أيضًا في أحاديث خاصة مع مقربين منه، لكنه في الوقت ذاته أشاد بوزير خارجيته، ماركو روبيو، الذي بات أحد أكثر مستشاريه قربًا وثقة.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن ترامب، في الكواليس، يحرص أحيانًا على إذكاء التنافس بين فانس وروبيو، مازحًا بشأن طموحاتهما السياسية المعروفة. وفي إحدى المناسبات، قال لهما: “كنت أعتقد أن القائمة ستكون فانس-روبيو، لكن ربما تصبح روبيو-فانس”.

ويواجه الحزب الجمهوري حالة ترقب وحذر مع اقتراب نهاية الحقبة السياسية المؤثرة لترامب، وسط تساؤلات حول قدرة الوجوه الصاعدة على الحفاظ على زخم الحركة التي قادها طوال عقد. وبحسب المقربين، فإن ترامب لا يستعجل حسم القرار، ويرى أن على من سيحمل لواء الحزب أن يثبت جدارته أولًا. كما أن الحديث عن خليفة يزعجه، إذ لا يميل إلى التفكير بما بعد ولايته، خاصة وأنه ألمح علنًا إلى رغبته في ولاية ثالثة رغم تعارضها مع الدستور.

فانس، الذي أتم 41 عامًا هذا الشهر، يُعتبر حتى الآن الأوفر حظًا في انتخابات 2028 وفق استطلاعات الرأي، فيما أبلغ روبيو (54 عامًا) مقربين منه أنه لن ينافس فانس، رغم إشارته في مقابلات إعلامية إلى أنه لا يستبعد تمامًا الترشح مجددًا.

ورغم التنافس المفترض، يؤكد المقربون أن العلاقة بين الرجلين قوية، وأنهما تعاونا بشكل وثيق منذ دخولهما البيت الأبيض. فانس عزز مكانته في الحركة حين اختاره ترامب نائبًا له العام الماضي، معتبرًا إياه شخصية قادرة على حمل شعلة “أميركا أولًا”. أما روبيو، فبعد سنوات من التوتر والمنافسة على ترشيح الحزب الجمهوري في 2016، أصبح من أقرب مستشاري ترامب، ويشغل منصب مستشار الأمن القومي إلى جانب وزارة الخارجية.

على الصعيد السياسي، يتولى فانس ملفات داخلية واسعة، من الدفاع عن البيت الأبيض في مواجهة خصومه، إلى قيادة الجهود الانتخابية للحفاظ على أغلبية الجمهوريين في الكونغرس، كما يشغل منصب رئيس لجنة تمويل الحزب، ما يمنحه شبكة اتصالات واسعة مع كبار المانحين. أما روبيو، فيدير الملفات الدولية الحساسة، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، مع تبني مواقف أكثر انسجامًا مع القاعدة المؤيدة لترامب.

ومع أن ترامب يثني على كليهما، فإنه يرفض حسم موقفه الآن، مؤكدًا في مقابلة مع شبكة “إن بي سي” في مايو/أيار: “أعتقد أن فانس رجل رائع وذكي للغاية. ماركو رائع. هناك كثيرون رائعون”.

بهذا، يبدو أن معركة خلافة ترامب على رأس الحركة التي غيرت وجه الحزب الجمهوري، لن تُحسم قريبًا، وأن الرئيس نفسه يفضّل إبقاء الغموض قائمًا، ربما ليبقى الجميع في حالة استعداد دائم لنيل رضاه ودعمه.

شاركها.
Exit mobile version