بيزنس الأربعاء 11:10 م

بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

تلون شارع وسط بلدة بونول شرق إسبانيا بلون أحمر دامس اليوم الأربعاء، مع انطلاق النسخة الثمانين من مهرجان “توماتينا”، حيث أطلق آلاف المشاركين العنان لحماسهم في معركة طماطم ضخمة استمرت ساعة كاملة، قذفوا خلالها بأكثر من 120 طنًا من الطماطم الناضجة جدًا في مشهد فوضوي امتزج فيه الضحك مع الصراخ والموسيقى النافرة.

وشارك في الحدث ما يُقدّر بنحو 20 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم، احتشدوا في الشارع المركزي للبلدة، وسط حماية واجهات المباني ببطانيات بلاستيكية لمنع تلفها. وارتدى الكثيرون قمصانًا بيضاء، سرعان ما تحوّلت إلى درجات وردية ولون أحمر غامق مع أول قذيفة، بينما لم يُستثنَ أي جزء من الجسد أو الشعر من التغطية الكاملة باللُبّ المهروس.

وأُطلق على الحدث هذا العام شعار “توماتيرابيا” (Tomaterapia)، في إشارة إلى مساعدة بلدة بونول، التي يبلغ تعداد سكانها نحو 10 آلاف نسمة، على التعافي من آثار الفيضانات المدمرة التي ضربت المنطقة الشرقية لإسبانيا العام الماضي.

ويُعدّ “توماتينا” أحد أبرز الأحداث الاحتفالية في إسبانيا، ويرجع أصله إلى عام 1945، بحسب الرواية الشائعة، حين بدأ أطفال محليون في تبادل رمي الطماطم خلال تجمع شعبي. ومن تلك الحادثة العفوية، تطور التقليد إلى احتفال سنوي ضخم، توقف فقط مرتين خلال جائحة كورونا، ويُعدّ اليوم حدثًا يجذب حضورًا دوليًا واسعًا.

وأثناء الحدث، تولى المنظمون، بقمصانهم الخضراء البارزة، إدارة دخول الشاحنات المحملة بالطماطم إلى موقع المعركة بدقة، حيث فُتح ممر تدريجي لتفريغ الحمولة، في مشهد تناسق فيه التنظيم مع الفوضى، وسط أنغام موسيقى صاخبة حوّلت الشارع إلى ساحة احتفالية.

وأكد المنظمون أن القاعدة الوحيدة خلال المعركة هي سحق الطماطم قبل رميها لتقليل قوة تأثيرها، رغم أن بعض المشاركين فضّلوا ارتداء نظارات واقية وسدادات للأذن لحماية أنفسهم من القذف المكثف.

أما بخصوص الطماطم المستخدمة، فأوضح المنظمون أنها غير صالحة للاستهلاك البشري، وتُزرع خصيصًا للاستخدام في “توماتينا”، مشيرين إلى أن كمية هذا العام تم توريدها من بلدة تقع على بعد أكثر من خمس ساعات بالسيارة.

وفي خطوة لافتة،وعلى هامش فعاليات المهرجان أعلن حزب سياسي يساري دعمه لمبادرة أطلقها عدد من السكان المحليين، تضمنت رفع أعلام فلسطين وعرض لافتة تعبّر عن رفض الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

تأتي هذه المبادرة في سياق دعم متزايد في إسبانيا للقضية الفلسطينية، لا سيما منذ السابع من أكتوبر 2023، مع استمرار إسرائيل في شنّ حرب على قطاع غزة تجاوزت شهورها الـ22، وخلفت أكثر من 62 ألف قتيل، بينهم مئات ضحايا بسبب المجاعة المنتشرة وسوء التغذية، وسط حصار خانق تفرضه إسرائيل على القطاع.

وتشير بيانات صادرة عن معهد إلكانو الملكي الإسباني للدراسات الدولية والاستراتيجية إلى أن تأييد الإسبان لحل الدولتين ارتفع إلى 60 بالمئة في أبريل الماضي، مقارنة بـ40 بالمئة فقط في عام 2021، في مؤشر على تحول ملحوظ في الرأي العام.

وقد تزامن هذا التحوّل مع تصاعد الضغط الشعبي، عبر “شبكة التضامن ضد احتلال فلسطين”، التي تضم أكثر من 40 منظمة اجتماعية وحركة شعبية، وقادت سلسلة احتجاجات واسعة شملت مدنًا رئيسية مثل برشلونة ومدريد وفالنسيا، مطالبة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ومنع تصدير الأسلحة إليها.

وأمس الثلاثاء، أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده تعمل مع الدوحة على وقف العنف في قطاع غزة والضفة الغربية، ووضع حد للمجاعة المتفشية.

وأضاف ألباريس: “نواصل تعميق شراكتنا الاستراتيجية مع قطر من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط”، في إشارة إلى توجه دبلوماسي إسباني أكثر وضوحًا في دعم الحل العادل للقضية الفلسطينية.

شاركها.
Exit mobile version