بقلم:&nbspClara Nabaa&nbsp&&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

بدأت أزمة جنى الصحية بسوء تغذية حاد، أدى إلى مضاعفات خطيرة أبرزها الحموضة الشديدة في الدم، وهي حالة تعجز الكلى والرئتان خلالها عن الحفاظ على توازن الأحماض في الجسم. ويؤكد الأطباء أنهم لا يملكون الوسائل لعلاجها، وقد تورّم جسدها خلال الشهر الماضي، في مؤشر واضح على تفاقم حالتها سوءا.

صرخة أم وواقع طبي ميؤوس منه

تقول نسمة عياد، والدة جنى، لصحيفة الغارديان: “قال لي الطبيب بصراحة: حالة ابنتك سيئة، في أي لحظة قد تخسريها”.

سبق أن فقدت الأم ابنتها الصغرى جوري (عامان) قبل شهر بعدما أصيبت بمرض مفاجئ جعل جلدها يتقشر وينزف حتى فارقت الحياة. تخشى الأم أن تلقى جنى المصير نفسه ما لم تُتخذ خطوات فورية.

الأطباء عاجزون عن تشخيص حالتها بدقة لغياب الفحوص المخبرية والأدوات الطبية الأساسية، حتى فحوص الدم لم تكن متوفرة. ويقول الدكتور مصعب فروانة: “إذا لم تتوفر الفحوص البسيطة، فكيف نجري الفحوص المعقدة التي تحدد طبيعة مرضها؟”. ويضيف أن جنى بحاجة إلى تركيبة حليب خاصة خالية من البروتين، لكن الكمية المتاحة توشك على النفاد.

خلال عام من مكوثها في المستشفى، فقدت جنى قدرتها على المشي، تساقط شعرها، وانخفض وزنها ليصل إلى تسعة كيلوغرامات فقط. وترك المرض أثرًا عميقًا على حالتها النفسية، فانطوت على ذاتها وابتعدت عن ألعابها وتبددت أحلامها بأن تصبح طبيبة أسنان. في إحدى اللحظات المؤلمة، التفتت إلى والدتها خلال فحص طبي وسألتها: “هل سأموت الآن؟”. سؤال لم تجد له الأم ولا الأطباء جوابًا.

الآلاف ينتظرون العلاج خارج غزة

أحيل ملف جنى مع عشرة أطفال آخرين بحاجة إلى إجلاء طبي، لكن إسرائيل لم توافق إلا على خروج طفلين فقط، بحسب أحد المسؤولين المشاركين في العملية. يقول فروانة من مستشفى أصدقاء المريض الخيري في غزة: “نحن نقاتل ضد الظروف، نحاول إبقاءها على قيد الحياة حتى يتم إجلاؤها، لكن من دون نقل عاجل، نتوقع للأسف أن تموت في أي لحظة”.

وتبقى الموافقة بيد “كوغات”، الوكالة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون الإنسانية للفلسطينيين، والتي تشترط الفحص الأمني والعثور على بلد مستعد لاستقبال المرضى. ومع ذلك، جنى ليست استثناءً، فهي واحدة من أكثر من 16 ألف شخص ينتظرون العلاج في الخارج، وفق وزارة الصحة في غزة.

الحرب الإسرائيلية التي خلفت أكثر من 150 ألف جريح دمّرت البنية التحتية الصحية، وفاقمت من حدة المجاعة والأوبئة بين السكان. ويقرّ الأطباء في غزة أن معظم طلبات الإجلاء تتأخر إلى أجل غير مسمى. ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن بطء وتيرة الإحالات الطبية يعني أن إنقاذ قائمة المرضى قد يستغرق عقدًا كاملًا.

شاركها.
Exit mobile version