وفي هذا السياق، نقلت وكالة بلومبرغ عن مصادر مطلعة قولها إن إدارة ترامب على استعداد للاعتراف بشبه جزيرة القرم كأرض روسية، كجزء من اتفاق سلام أوسع لإنهاء الحرب.
في عام 2014، غزت موسكو شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءًا من أوكرانيا، وضمتها إلى الفدرالية الروسية في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي ومنذ ذلك الحين تُشير إليها على أنها أرض روسية.
وشهدت المنطقة اضطرابات سياسية وتقلبات في السنوات التي تلت ذلك القرار، حيث تحاول أوكرانيا طرد القوات الروسية من شبه جزيرة القرم ودونباس.
وتعترف الولايات المتحدة حاليًا بشبه جزيرة القرم كجزء من أوكرانيا، وقد أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرارًا وتكرارًا أنه لن يتنازل لروسيا عن شبه الجزيرة أو عن أي أرض أخرى كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار أو اتفاق سلام.
من المرجح أن يُعيق استعداد إدارة ترامب المُعلن للاعتراف بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا المناقشات الهشة مع كييف وموسكو بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.
تأرجح مباحثات وقف إطلاق النار
يأتي هذا الخبر تزامنًا مع إلحاح البيت الأبيض على ضرورة الوصول لاتفاق نهائي بين البلدين، بعد أسابيع من الدعوات المتكررة من الرئيس دونالد ترامب وكبار مسؤولي إدارته بهذا الخصوص.
لكن الصبر بدأ ينفد في واشنطن، حيث أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أن الولايات المتحدة ستقرر في الأيام المقبلة ما إذا كان اتفاق السلام قابلًا للتحقيق.
وقال الوزير للصحفيين قبل مغادرته باريس يوم الجمعة: “لقد وصلنا الآن إلى مرحلة نحتاج فيها إلى اتخاذ قرار وتحديد ما إذا كان هذا ممكناً أم لا، ولهذا السبب نتواصل مع كلا الجانبين”.
وأضاف روبيو أنه ذهب إلى فرنسا لمناقشة “خطوط عريضة أكثر تحديداً” حول ما هو مطلوب لضمان وقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا.
بدوره، أكد ترامب أن “الولايات المتحدة قد تتخلى عن جهودها للتوصل إلى اتفاق سلام إذا استغرق الأمر وقتًا أطول”، مضيفًا: “نريد الاتفاق بسرعة”.
وتابع قائلًا: “إذا صعّب أحد الطرفين مهمة عقد الاتفاق، فسنعتبرهم حمقى وفظيعين، وسنتجاهل الاتفاق، لكن آمل ألا نصل إلى هذه المرحلة”.
ضمانات أمنية لكييف
واجتمع مسؤولون أوكرانيون مع روبيو، بالإضافة إلى مسؤولين من المملكة المتحدة وفرنسا ودول أوروبية أخرى، بهدف إعطاء ضمانات لكييف في حال التوصل لهدنة مرتقبة.
وقد ضغطت أوكرانيا مرارًا وتكرارًا من أجل ضمانة أمنية أمريكية أيضًا، لكن المحادثات بين البلدين واجهت عقبات متكررة منذ انطلاق المفاوضات حول صفقة المعادن الأمريكية الأوكرانية الشهر الماضي.
وضغط ترامب بشدة على أوكرانيا لتوقيع اتفاقية تتيح للولايات المتحدة الوصول إلى احتياطياتها المعدنية القيّمة مقابل استمرار دعم الولايات المتحدة لها في حربها الدائرة ضد روسيا.
لكن المفاوضات بشأن الاتفاقية شابتها خلافات حول معاييرها، ونطاق مطالب أمريكا، وإصرار كييف على عدم توقيع اتفاقية لا تتضمن ضمانات أمنية أو تمنعها من السعي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
في غضون ذلك، أعلنت روسيا انفتاحها على اتفاق سلام مع الجارة الغربية، وأنها لا تزال ملتزمة بالحوار مع الولايات المتحدة، لكن واشنطن وكييف اتهمتا الكرملين بالمماطلة، خصوصًا مع استمرار الضربات على المناطق الأوكرانية.